مقالات

العجز المائي والتنمية المستدامة

2022-12-10
 
الحصاد المائي
لس د  العجز المائي والتنمية المستدامة
 Water Harvesting
 To bridge the water deficit and sustainable development
 
 
د. صافية زفنكي                                    بالاشتراك مع أ.د. رفيق سليمان
جامعة دمشق الثانية                               مدير المركز الديمقراطي العربي في برلين
 
 
 
الملخص
هذه الورقة توجز بعض الطرق والأساليب للحصاد المائي، التي يمكنها أن تسهم في سدِ العجز المائي، وفي تعزيز الأمن المائي، وفي الح ِّد من مشكلة التصحُّر، في مختلف المناطق من مدن وسهول وبوادي وفي المنازل أيضاً، ويمكن إيجازها بالنقاط التالية:
الحصاد المائي في السهول والبوادي)من خلال برك تجميع مياه الأمطار( : بإقامة سدود طبيعية وخزانات اصطناعية، التي ستسهم في التنمية المستديمة من خلال تحويل أماكن هذه البرك إلى تجمع بشري، ومج م ع سياحي، باستثمار الإمكانات الطبيعية والثروات المتوفرة في الصحارى والسهول ما يسهم في تنمية تلك المناطق.
حصاد الثروة المائية في المدن، من  خلال إدارة هذه المياه بطريقة مفيدة، وتطوير مشروعات البنية التحتية المتعلقة بها، من مثل إنشاء شبكة صرف لمياه الأمطار منفصلة عن المجاري، ولاسيما في المناطق الجديدة، وتأمين مصارف خاصة للمياه الفائضة مع التحكُّ م بالفيضانات .
الحصاد المطري المنزلي، من خلال تجميع مياه الأمطار على الأسطح، يتم التقاطها وتخزينها، بدلا ً من السماح لها بالجريان أو التبخر أو التسللُّ إلى التربة، بالاستفادة من أنظمة الصرف والمزاريب، وتخزينها باستخدام مواد صحية وغير مكلفة. 
تختتم هذه الورقة بتقديم اقتراحات لاستثمار إمكانات الصحارى بجميع مواردها الطبيعية والبشرية، لخلق تنمية مستدامة بأبعادها الاقتصادية والبيئية والثقافية والاجتماعية.
 
Abstract:
This paper will summarize some of the ways and methods of water harvesting which can contribute to bridging the water deficit, enhancing water security, and reducing the problem of desertification, through the following points:
 
Rainwater harvesting ponds (water harvesting in the plains and deserts): by constructing natural dams and artificial reservoirs, which will contribute to sustainable development by transforming the places of these ponds into a human gathering and a tourist complex, by investing the natural potentials and resources available in the deserts and plains.
Harvesting the water wealth in the cities, by managing this water in a beneficial manner, and developing related infrastructure projects, such as establishing a rainwater drainage network separate from sewage, especially in new areas, and securing private drains for surplus water with flood control.
Domestic rain harvesting, by rainwater harvesting to roof-top, captured, and stored, as opposed to allowing it to run off, evaporate, or infiltrate into the soil,  by making use of drainage systems and gutters, and storing it using healthy and inexpensive materials.
This paper concludes with proposals to exploit the potential of deserts with all their natural and human resources, to create sustainable development with its economic, environmental, cultural and social dimensions.

المقدمة:
يقصد بحصاد المياه تجميع مياه الأمطار في عدة أشكال، خلال فترة زمنية معينة من الدورة الهيدرولوجية، التي تبدأ من وصول الأمطار إلى أسطح المباني أو الأراضي وحتى مرحلة جريان مياه، في شكل سيول أو بتحويل جزئي لتصريفها في الأودية والأنهار أو حجز هذه المياه عن طريق بناء سد في مجراه أو منشآت تحويلية، بهدف التخزين والاستفادة من هذه المياه في أوقات انعدام هطل الأمطار أو أوقات الجفاف، حيث يق ل  تصريف جريان الأودية أو يتوقف.
من أجل تعزيز الأمن المائي، وتحقيق تغذية المياه الجوفية بشكل مستديم، ولتقليل الفاقد من هذه المياه المهمة، لا بد من وضع خطط استراتيجية تتناسب والزيادة السكانية التي تشكل ضغط اً على مصادر الحياة المتنوعة ومنها المياه بما يحقق التوازن بين الاحتياجات الحالية من المصادر وما يحقق استدامة هذه المصادر للأجيال القادمة. إذ لا توجد خطة متكاملة للاستفادة من مياه الأمطار في المناطق المتصحرة.
و تعتبر المشروعات المائية التي تقوم بها الحكومات لسد هذا العجز حلولا ً مؤقتة لا يمكن التعويل عليها في إيجاد حل جذري لأزمة المياه في المنطقة على المديين القريب والبعيد .وتتفاقم الأزمة المائية نتيجة ازدياد الطلب ومحدودية المصادر، فضلاً عن استمرار التلوث في الأنهار والبحيرات والمجاري المائية.
 
هذه الورقة توجز بعض الطرق والأساليب للحصاد المائي، التي يمكنها أن تسهم في سدِ العجز المائي، وفي تعزيز الأمن المائي، وفي الح ِّد من مشكلة التصحُّر .
 
التمهيد: 
التنمية المستديمة تعني عدم استنزاف الموارد الطبيعية أو تلويثها. لا بد من خلق توازن بين الحاجات الحاضرة وتأمين حقوق الأجيال اللاحقة من هذه الموارد.) الركابي:2222، 821(.
يعتبر استنزاف المياه العذبة أحد العناصر الرئيسية للتدهور البيئي، إذ تنقل المياه المغذيات والمعادن والمواد الكيميائية داخل المحيط الحيوي إلى جميع أشكال الحياة، وتدعم النباتات والحيوانات على حد سواء) .عبد الصدوق:2222 ،022(. التنمية المستديمة من الناحية البيئية تستلزم حماية نوعية المياه العذبة وإمداداتها ،وتعزيز الزراعة والتنمية الريفية المستدامة .تتطلب التنمية المستدامة السير في ثلاثة اتجاهات: المحافظة على البيئة، وتحقيق نمو اقتصادي معقول ،وتحقيق العدالة الاجتماعية، فالسير في هذه الاتجاهات الثلاث بشكل متوازن سيؤدي إلى تحسين مستوى المعيشة وضمان حياة جيدة للبشرية اليوم وللأجيال القادمة) .الركابي ،2222: 9-82(.
المياه الجوفية:
هناك مصدران أساسيان في تلبية الاحتياجات المائية هما: من المياه السطحية)التي تشمل مياه الأنهار والبحيرات ومجاري الوديان(، ومن المياه الجوفية )التي تشمل الآبار والينابيع والكهوف ). 
تزايد الاهتمام بالمياه الجوفية لأنها تش ِّك ل المساحة الأكبر من المياه مقارنة بالمياه السطحية التي تشكل نسبة ضئيلة، بالإضافة إلى تعرضها لمخاطر التبخُّ ر والتل و ث، بالإضافة إلى التكلفة الباهظة لصرفها من إقامة الخزانات والسدود والقناطر وش ق  القنوات اللازمة لاستخدام هذه المياه، ومن هنا تتضح أهمية المياه الجوفية كمصدر رئيسي يمكن الاعتماد عليها إذا ما أحسن استغلاله لسد حاجة الإنسان والحيوان والنبات .
على الرغم من أن المياه الجوفية نقية وخالية من التل و ث والبكتيريا الضارة، لكنها قد تتعرض للتلوث نتيجة بعض العوامل الخارجية مثل وجود عيوب في تصاميم آبار المياه، واستعمال طرق غير صحيحة للتخ لُّص من القاذورات والفضلات الصناعية والزراعية والحيوانية، أو وقوع الآبار بجانب المصارف والمجاري الصحية والفيضية)الناتجة من السيول( ،أو تداخل مياه البحر المالحة إليها، وغيرها.
ولحماية آبار المياه ينبغي أن تحدد مواقعها بعيداً عن مصادر التلوث ويراعي عند تصميمها وإنشائها الحماية الصحية اللازمة، بحماية المياه الجوفية من التلوث من خلال الحفاظ على منسوب المياه الجوفية عن طريق حفر البئر إلى عمق مناسب والتحكم في كمية المياه المسحوبة من الآبار.
لا بد من الإشارة إلى أن ثمة اتجاه  يميل إلى استخدام آلات وأجهزة تعمل على الطاقة الشمسة ، فعلى الرغم من تكلفتها العالية، إلا أنها تبقى صديقة للبيئة، من ذلك: مضخات لسحب المياه، و لوحات للتخفيف من تبخر المياه السطحية، وكلها تعمل على الطاقة الشمسية، التي يمكن من خلالها توفير التكاليف المادية على المزارع ، من مادة المحروقات، أو الكهرباء.
 
- برك تجميع مياه الأمطار )الحصاد المائي في السهول والبوادي(
حصاد مياه الأمطار(harvesting water rain)   هو عملية تجميع ميـاه الأمطار والمتمثلة بالسيح السطحي لهذه الأمطار والمتكونة فـي منطقـة الحصـاد( area catchment )  لاستخدامه فيما بعد في منطقة أخرى. هذه العملية يمكن تطبيقهـا بصــورة طبيعية أو اصطناعية ،اذ يمكن التعامل مع هذا الماء إما بتحويله مباشرة الى مشروع اروائي لغرض سقي الأراضي الزراعية أو يتمُّ  خزنه بإحدى طرق الخزن، التي تشمل قطاع التربة أو إنشاء خزانات سـطحية أو تحت سطحية أو تغذية حشارج مائية. تستخدم مياه الخزن هذه فيما بعد لأغراض مدنية او للأغـراض الزراعية والري التكميلي، ولنجاح عملية حصاد المياه لابد ان تتلاءم المعلومـات والبيانـات المناخيـة والهيدرولوجية والطوبوغرافية بالإضافة الى معلومات عن خصائص التربة عند الشروع فـي اختيـار أي موقع لتطبيق آلية حصاد مياه الأمطار. )داغستاني و السالم والشكرجي: 2222، 22(
يمكن استثمار طرق الحصاد المائي في إقامة سدود اصطناعية بكلفة بسيطة، من خلال مشروع بسيط في حصد السيول
ثمة فكرة بسيطة، نتائجها مفيدة، وتتلخص بما يلي : اختيار واد يسيل غالباً في السنة مرة على الأقل، وذلك بعد إجراء دراسة الظروف المناخية والوضع الطبوغرافي والبيئي، ومن ثم إقامة سد ترابي أو حجري صغير في مكان مناسب من مجرى الوادي، من أجل جمع الماء في غدران اصطناعيةCatchment area  أثناء جريان الوادي  . وإنشاء خزانات مائية خفيفة ،ورخيصة Water tank تكون من مادة البولي إيثيلينPolyethylene  أو ما شابهها بمقاسات ضخمة ومختلفة، توضع بالقرب من الس د  ومثبتة بالأرض بشكل محكم . وعند تجمُّ ع الماء خلف الس د ،  ت سحب المياه من البحيرة المؤقتة عن طريق سيارة خاصة بذلك مجهزة بمضخة وفلاتر لتصفية المياه، وتنقل إلى الخزان الاصطناعي المعد سلف اً. )المسند،2288(.
مشكلة تخزين المياه في بحيرات سطحية تجعلها عرضة للفقد نتيجة التبخر خصوصاً في الصيف. يمكن تخزين المياه في الخزانات الجوفية غير المشبعة في المناطق الجافة وشبه الجافة ذو جدوى اقتصادية أفضل بكثير من تخزين المياه في خزانات سطحية للعديد من الأسباب منها المحافظة عليها من التبخُّ ر بالإضافة الى التكلفة المنخفضة للتخزين داخل الخزانات الجوفية. 
يمكن تخفيف التبخُّ ر من الغدير الاصطناعي عن طريق زيادة عمق الحفرة وزراعة أشجار حوله كمص د ات للرياح وإنشاء الغدير بشكل عمودي على اتجاه الرياح. ويمكن الاستفادة من المياه وسحبها من الحفرة بواسطة أنابيب تقام على مستوى أرضية الغدير وترتفع خارجها لتزويد الصهاريج بالمياه.
مع مراعاة المواصفات العلمية لبناء أحواض السدود المتع لِّقة بأسس تحديد الأبعاد والأعماق والانحدارات الملائمة للمنطقة والظروف المناخية والبيئية المحيطة بها مما يؤدي إلى وصول المياه إلى آبار المزارع المجاورة وزيادة منسوب المياه فيها، وذلك لتحقيق الاستفادة القصوى من السدود القائمة.
هنا لا ب د من الإشارة إلى أن المراوح الفيضية Alluvial Fans تعدُّ من تقنيات حصاد المياه، وهي تناسب المناطق الجافة وشبه الجافة، هي تقنية ف ع الة كنموذج لحصاد مياه الأمطار عن طريق تحديد المواقع المثلى وتصـميم مواقع القواطع والحواجز الصغيرة لتغذية الحشارج أسفل المروحة الفيضية. و)تختلف أحجام المراوح الفيضية بحسب حجم أحـواض التغذيـة لهـذه المـراوح والعوامـل الجيولوجية والمناخية المؤثرة عليها. وقد تم تقسيمها الى ثلاثة انواع مختلفة وذلك بحسب شكلها وحجمهـا المميز من الصور الجوية ومراحل بنائها ودرجة فعاليتها( .
)داغستاني و السالم والشكرجي: 2222، 22(
فوائد هذه البرك والخزانات أنها من صميم التنمية البيئية المستدامة، من خلال حفظ )بعض( مياه السيول والحيلولة دون تبخره، أو تسربه إلى الأرض خلافاً للسدود، ولتصبح الخزانات الاصطناعية نقطة مائية مهمة للرعاة لسقي مواشيهم، أو نقل الماء لمضاربهم، وهو الهدف الأساس، وقد يدوم الماء في الخزانات بضعة أشهر طول أشهر الصيف وغيرها. وقد يستفاد من الخزان أيضاً في ر ي  أشجار صحراوية، تستزرع حول الخ ز ان لجعل ما حوله واحة غنية بخضرتها، وتوطين الحياة حولها. ويمكن أن تسهم في إعادة تأهيل القرى والهجر للح ِّد  من الهجرة منها إلى المدن المزدحمة بسبب نقص المياه ،وتحقيق الزراعة المستدامة في المناطق الزراعية التقليدية الواقعة على ضفاف الأودية والتي أصبحت تعاني من نقص الماء بسبب ضعف المخزون المائي لعدم استفادتها من مياه السيول. )المسند: 2288(.
ويمكن اقتراح مج  مع سياحي بالقرب من هذه المنطقة)بعيداً عن تجمعات المياه درء اً لأخطار الفيضانات عند حدوثها( تتضمن مبان تحاكي العمار المحلي، تحتوي على مطاعم أو قاعة لمسرح أو سينما وغيرها ضمن أبنية طينية معالجة، يمكن أن تمزج بين التراث والمعاصرة، أو قطع فنية ونحتية وهندسية متميزة. ويمكن تخصيص قسم خاص للأطفال تتضمن أبنية طينية ملونة، كل مبنى يمثِّل مجسماً لنباتات أو حيوانات من البيئة المحلية وغيرها.
ونظراً لصعوبات طبيعة المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، وشدة مشكلاتها، يمكن تقديم بعض الاقتراحات التي يمكن أن تسهم في التنمية المستدامة فيها:
يمكن استثمار المنخفضات الصحراوية لتنمية الواحات الصحراوية ولاسيما أنها تحتوي على تربة خفيفة مع وجود المياه الجوفية. كما يمكن استغلال المناطق السهلية والمنخفضة والتي تتعرض إلى انسكاب مياه السيول، والتي تصبح مناطق صالحة للزراعة. ويمكن نقل المياه من خزانات الخزف الطبيعية والاصطناعية إلى أعماق الصحاري للاستفادة منها في عملية التنمية. ولا بدّ من التنقيب عن المياه الجوفية، حيث توجد طبقات مائية عميقة يجب التنقيب عنها واستثمارها بواسطة الآبار العميقة والمض خ ات العمودية واستعمال الوسائل الحديثة للتصوير من الطائرات والأقمار الاصطناعية تساعد على استكشاف المياه في هذه المناطق. كما تتميز المناطق الصحراوية بوجود تباين كبير في درجات الحرارة بين فصل الشتاء وفصل الصيف، إضافة لوجود تباين يومي كبير بين درجات الحرارة في الليل والنهار، وإن التباين اليومي هذا لدرجات الحرارة يؤ د ي إلى تشكيل ظاهرة الندى والتي يمكن اعتبارها كمصدر مائي إضافي في هذه المناطق. ولا بدّ من الاهتمام بزراعة النباتات المقاومة للجفاف والتي تتصف باحتياجات مائية خفيفة بحيث تتلاءم مع مقدار المخزون المائي الضعيف المتوفر في تربة هذه المناطق .
ويمكن استثمار النباتات الطبيعية وتنميتها للأغراض الرعوية والطبية .  )عبد ، 0202: 082-082(.
التنمية المستدامة لا تنحصر في المجالين الاقتصادي والبيئي في تحقيق الحاجات التنموية بشكل متساوٍ للأجيال الحاضرة والمستقبلة والحفاظ على الموارد الطبيعية المتجددة فحسب، بل تتضمن كذلك احترام تنوع الاختلافات الثقافية والاجتماعية الإنسانية أيضاً فهي الجزء الأسمى لأن ذلك ما يميز الإنسان عن بقية الكائنات الحية الأخرى في خريطة تشكيل هذا الكون والبيئة .
من متطلبات التنمية المستدامة المساواة في توزيع الموارد والمنتجات والخدمات فيما بين جميع الأفراد داخل المجتمع، من خلال الحصول على المساواة في التعليم والخدمات الاجتماعية والرعاية الصحية، وعلى الأراضي والموارد الطبيعية الأخرى، وفي حرية الاختيار والحقوق الأساسية الأخرى، ما يسهم في تنشيط التنمية الاقتصادية وتحسين الرفاه الاجتماعي وحماية التنوع الثقافي، والاستثمار في الرأسمال البشري.)الركابي: 2222: 99-91(
حصاد الثروة المائية في المدن: 
 ثمة استهتار في الاستفادة من الهطولات المطرية، إذ يهدر معظمها في غير مكانها ولاسيما في المدن، حيث يصبّ معظم هذه المياه المطرية ويتسرب إلى المجاري ؟  فلماذا لا يتمّ  تأمين مصارف خا ص ة للمياه الفائضة مع التحكُّ م بالفيضانات بطرق أخرى؟
إن تصميم المدن بشكل عام سبب أساسي في تجمعات المياه ،بالإضافة إلى عوامل تغير المناخ غير المتوقعة.
لا بد من إدارة هذه المياه بطريقة مفيدة ،وحماية المصادر المائية بمختلف الطرق، من ذلك: تطوير مشروعات البنية التحتية المتعلقة بها، ولاسيما في المدن التي تواجه مشكلات سنوية ناجمة عن تساقط الأمطار ،بدراسة ميلان الطرق، ولاسيما المنخفضة منها، لتوجيه معظم المياه إلى الأنهار والسدود، لا إلى المجاري، أو بالتجمع في المناطق المنخفضة. و لا بد من إكثار زراعة الأشجار حول الأنهار للتخفيف من تبخر المياه، إلى جانب فوائدها في تنقية البيئة وتجميلها. وللتخفيف من انجراف التربة، فالتربة أيضاً ثروة يصعب تعويضها إذا فقدت.
ولا بد من إنشاء شبكة صرف لمياه الأمطار ،ولاسيما في المناطق الجديدة. إن مشروع صرف مياه الأمطار يستغرق سنوات ويحتاج الى تكاليف ومع د ات ودراسات كثيرة. وعن مشكلة تكلفتها المرتفعة، يمكن اقتراح حل بمشاركة القطاع الخا ص  مقابل قروض تس د د على المدى البعيد.
                              -       الحصاد المطري المنزلي:
أنظمة تجميع مياه الأمطار على الأسطح شائعة، يتم التقاطها وتخزينها، بدلا ً من السماح لها بالجريان أو التب خ ر أو التسلل إلى التربة، من خلال الاستفادة من أنظمة الصرف والمزاريب. تعتبر الأسطح المعدنية مثالية لتجميع مياه الأمطار. من السهل الحفاظ على نظافتها و على مستوى عالٍ  من جودة مياه الأمطار. قد تح  د بعض مواد الأسطح، مثل الأسفلت، من استخدامات المياه إلى غير الصالحة للشرب. تستخدم أنظمة النقل عبر المزاريب والقنوات وأنظمة الأنابيب لنقل المياه المجمعة إلى المخازن ومناطق الاستخدام. تحتفظ أنظمة التخزين بمياه الأمطار المجمعة لاستخدامها لاحقاً. وعادة ما تكون هذه الخزانات إما على السطح أو تحت الأرض. يمكن أيضًا استخدام البرك المفتوحة، خاصة ً للتأثيرات الزخرفية. ستكون المعالجة مطلوبة لمعظم استخدامات الشرب وربما لبعض الاستخدامات غير الصالحة للشرب. تشمل المعالجة عادة ً الترشيح لإزالة الجسيمات في جمع ونقل مياه الأمطار. قد تكون هناك حاجة للتطهير البسيط )المعالجة بالكلور والأشعة فوق البنفسجية والأشعة فوق البنفسجية والشمسية( للتحكُّ م في نمو الميكروبات في أنظمة مختلفة، بما في ذلك نظام التخزين . )Madina, 2016: 32 (
يشار هنا إلى أن من أساليب إنشاء برك تجميع مياه الأمطار)ولاسيما المنزلي منها( تبطين المسط حات والحفر بالبلاستيك ،أو تبطينها بالنايلون لانخفاض تكاليفها وسهولة إزالتها، ويمكن تبطينها بالإسمنت إلا أنها عالية الكلفة.
يمكن الاستفادة من مياه النوافير والبرك التجميلية، بعد تنظيفها وفلترتها من الأوساخ والطحالب، لر ي  المناطق الزراعية المحيطة، بدلاً من هدرها.
 
 http://www.traidnt.net/vb/images/imgcache/2013/12/3875.jpg
 
إلا أن ما يؤخذ على معظم هذه المشاريع، تكلفتها العالية، عدم كفاية مردودها ، وتباينها ،بسبب اختلاف الظروف المناخية من منطقة إلى أخرى، وطبيعة التربة وتنوع التضاريس ،والتغيرات المناخية وغيرها.
استثمار المناطق الصحراوية وتنميتها
لا بد من الاهتمام بالمناطق الصحراوية وتنميتها واستثمار جميع إمكاناتها وثرواتها للمساهمة في عملية تطوير البلاد. وذلك من خلال استثمار الثروات والمعادن المتوفرة فيها، من
مثل الرمل الزجاجي وغيره. وينبغي استثمار الطاقة الشمسية والهوائية لإنتاج الطاقة الكهربائية  وفي الاستفادة من الطاقات البشرية وخاصة السكان البدو، من خلال عملية توطينهم وتوعيتهم ليصبحوا جزءاً من العملية التنموية في المنطقة. كذلك لا بدّ من تنمية الثروة الحيوانية الموجودة عن طريق الإدارة الجيدة للمراعي الطبيعية وتوفير الرعاية البيطرية. )عبد، 0202: 082-082(
يعتبر التخطيط البيئي عملية مكمِ لة متكاملة مع عمليات تخطيط التنمية، وهو مفهوم حديث يقوم من منظور بيئي ويضفي الحماية على المكونات البيئية والحفاظ على نوعيتها، وهو منهج جديد وف عال في خطط التنمية. )عبد الصدوق:2222 : 022(
إ ن التنمية المستدامة تعني المشاركة، أي أن يشارك الناس في صنع القرارات التنموية التي تؤثر في حياتهم. فالإنسان يشكل محور تعاريف التنمية المستدامة، فضلاً عن العدالة والمساواة.  فالمشاركة الشعبية في التنمية المستديمة تعني مشاركة جميع الجهات ذات العلاقة في اتخاذ قرارات جماعية، ولاسيما في مجال تخطيط التنمية ووضع السياسات وتنفيذها، فالتنمية المستديمة تبدأ في المستوى المكاني المحلي، كنوع من اللامركزية يم ِّكن الهيئات الرسمية والشعبية في المشاركة في إعداد الخطط وتنفيذها ومتابعتها. )الركابي: 2222: 821(
من متطلبات التنمية المستدامة في واقع الحياة الإنسانية نظام سياسي يؤ ِّمن المشاركة الف عالة للمواطن في عملية صنع القرار في مختلف مستويات الحياة والفعاليات الإدارية والاجتماعية. )الركابي: 821(
إن قضية التنمية والتطور الاقتصادي في منطقة الصحراء لا يعتمد على إطلاق مشاريع تنموية وزراعية وتجارية وثقافية وسياحية في المنطقة الصحراوية فحسب، بل تشترط أرضية سياسة وطنية متر وية ومتوازنة تهدف إلى تحقيق التط ور الاقتصادي والثقافي وتوفير آليات قانونية وإدارية واسعة لتوسيع الصلاحيات المحلية إداري اً وخدمي اً والتي ستخلق  حركة تنموية واقتصادية وحضارية على المستوى الإقليمي والوطني والعالمي والتي بدورها ستوفر السياسات والأدوات المؤسسية  والإدارية  لتعزيز الاستثمار وتنفيذ المشاريع الإنمائية في منطقة الصحراء، والتي ستسهم بشكل أو بآخر في وضع ح د  لمع دل البطالة والذي يبلغ حوالى ضعف المعدل الوطني) 8991 في المئة مقابل 991 في المئة في العام 2221(، وكما ستوف  ر فرص اً كبيرة للعمل على المستوى الإقليمي والوطني.
ولكن تطبيق المشاريع التنموية في منطقة الصحراء ونجاحها يتوق ف إلى ح  د كبير على طبيعة  السياسة المرنة والحكيمة للدولة ،من ناحية دعم المشاريع في الصحراء، وذلك في مقابل الاستثمار الخا ص  والعام على المستوى الوطني والعالمي، ولاسيما أن  المملكة المغربية لا تملك الإمكانات اللازمة للاستثمار بق وة في اقتصاد الصحراء لذلك فهي بحاجة إلى خريطة طريق سياسية تتمي ز بالصدق وتحظى بالثقة لجذب الشركات الاستثمارية والتنموية العالمية والإقليمية إليها. فالمصاعب التي تواجهها المغرب هي كيفية رسم خطة خارطة الطريق لتحقيق الاكتفاء الذاتي للصحراء على المستوى الاقتصادي والإداري والتنموي.
 
[1] - تم تقديم هذه الورقة في المؤتمر الدولي الأول حول البحث العلمي والابتكار ورهان التنمية المستدامة .منطقة العيون، المملكة المغربية، تموز، 2222
 

حلاقة شعر مجانية في مخيم باسرما

2022-09-09
قامت منظمة هيتما بالتعاون مع مؤوسسة البرزاني الخيرية (مركز تيريز الثقافي )
بعقد نشاط تطوعي لحلاقة الشعر لمن يرغب من قاطني مخيم باسرمة
حضر ستة من الحلاقين ومدرب واحد وقد تم حلاقة شعر اهالي المفقودين
وعددهم 31

السلام كضرورة

2020-07-20
السلام كضرورة وألية التطبيق
مقال مقدم من قبل المشترك: مسعود محمد علي
طالب في كلية العلاقات الدولية والعلوم السياسية في جامعة بيان _ اربيل
الى: القسم الثقافي في منظمة هيتما لصالح برلمان سفراء السلام
تم تقديم هذا المقال كجزء من متطلبات المشاركة في المسابقة المطروحة من قبل مجموعة برلمان سفراء السلام
2020
مقدمة
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: " وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "، فالسلام هو الأصل في العلاقات بين الأشخاص والمجتمعات الإنسانية والدول، وهو تشريعٌ إلهيٌ يحاكي الفطرة السليمة للإنسان، لأن الأصل في الحياة هو السلام، والبحث عن أسباب الأمن والاستقرار والرخاء، والبعد عن كل ما يؤدي للخراب والحروب والدمار، وتدمير القوى، وتبديد الخيرات.
السلام هو أمان الفرد على النفس والمال، وهو معنى عظيم لا تتحقق طمأنينة الفرد والمجتمع واستقرارهما إلا به، فلا يستطيع الفرد أن يمارس أمور حياته الضرورية من دراسة وعمل وعلاقات اجتماعية دون شعور بالأمان، كما أنّ السلام درب الفرد إلى الإبداع وتحقيق التقدّم العلمي والعمراني، مما يجعله أمراً ضرورياً لنماء المجتمعات وتطورها وازدهارها، بالإضافة إلى أنّ ما تنفقه الدول في حالات الحرب من أموال تنفقها في تسلحها العسكري، أو في ترميم ما نتج عن حروبها من دمار وأضرار تستطيع أن تسخّره في تطوّرها في كافات المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية في حالة السلام، فإن اهتمت كل دولة في السير نحو السلام حُلّت الأزمات العالمية الكبرى التي تعدّ سبباً لهلاك الموارد والأفراد، وتبديد الطاقات البشرية. علينا كأفراد أن نحرص على تحقيق السلام ونشره لما له من أهمية على صعيد الأفراد والمجتمعات، حيث يكون ذلك باحترام اختلافاتنا المتعددة، وبالتسامح فيما بيننا، وبعدم التطرف والتعصب لقضية أو مذهب، وعدم اللجوء إلى العنف في حل مشكلاتنا وتجاوزها، فكلنا بنو آدم ويجب ألّا يفسد لنا اختلاف الديانة أو الرأي أو العرق وداً، ولا يُحدث نزاعاً قد يشوّه إنسانيتنا
السلام في ميثاق الامم المتحدة
كان الدافع الرئيسي لإنشاء الأمم المتحدة هو إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب، حيث شهد مؤسسي المنظمة الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الأولى والثانية. ومنذ إنشاء الأمم المتحدة، كثيرا ما طلب منها القيام بمهمة منع تصعيد الخلافات ووقف الحروب، أو المساعدة في استعادة السلام عندما ينشب الصراع المسلح، وتعزيز السلام الدائم في المجتمعات التي انتهت من الحرب.
مجلس الأمن
على مر العقود، ساعدت الامم المتحدة في إنهاء العديد من الصراعات، في كثير من الأحيان من خلال الإجراءات التي يتخذها مجلس الأمن – وهو الجهاز الذي تقع على عاتقه المسؤولية الرئيسية، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وهي الحفاظ على صون السلم والأمن الدوليين. وعندما يتم تقديم اليه شكوى تتعلق بخطر يتهدد السلام، يقوم المجلس عادة بتقديم توصيات إلى الأطراف في محاولة للتوصل إلى اتفاق بالوسائل السلمية. وفي بعض الحالات، يضطلع المجلس نفسه بالتحقيق والوساطة. وقد يعين ممثلين خاصين أو يطلب إلى الأمين العام أن يفعل ذلك أو يبذل مساعيه الحميدة. ويجوز له أن يضع المبادئ لحل الخلافات عن طريق التسوية السلمية.
وعندما يفضي نزاع ما إلى القتال، يصبح التوصل إلى وضع نهاية للصراع في أقرب وقت ممكن المهمة الرئيسية الأولى للمجلس. وفي مناسبات عديدة، أصدر المجلس تعليمات لوقف إطلاق النار لعبت دورا أساسيا في منع انتشارالأعمال العدائية على نطاق أوسع. وقام المجلس أيضا بنشرعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة للمساعدة في تخفيف حدة التوتر في المناطق المضطربة، وابعاد القوات المتنازعة عن بعضها البعض، وتهيئة الظروف لسلام مستدام بعد أن يتم التوصل إلى التسوية. ويجوز للمجلس أن يقرر اتخاذ تدابير إنفاذ، عقوبات اقتصادية (مثل عمليات الحظر التجاري) أو اتخاذ إجراء عسكري جماعي.n.
الجمعية العامة
وفقا لميثاق الأمم المتحدة، يمكن للجمعية العامة أن تقدم توصيات بشأن المبادئ العامة للتعاون في حفظ السلم والأمن الدوليين، بما في ذلك نزع السلاح، والتسوية السلمية في أي وضع قد يعكر صفو العلاقات الودية بين الأمم. يمكن للجمعية العامة أن تناقش أية مسألة تتعلق بالسلم والأمن الدوليين، وتقديم توصيات، إذا لم يتم مناقشة هذه القضية حاليا من قبل مجلس الأمن.
وعملا بقرارها المعنون "متحدون من أجل السلام" قرارتشرين الثاني/ نوفمبر 1950 القرار 377 (V)، يجوز للجمعية العامة أيضا اتخاذ إجراءات إذا لم يتمكن مجلس الأمن من التصرف بسبب تصويت سلبي من جانب عضو دائم، ويمكن للجمعية أن تنظر في المسألة على الفور بهدف تقديم توصيات إلى الأعضاء باتخاذ تدابير جماعية لصون أو استعادة السلم والأمن الدوليين في حالة ما يبدو فيها وجود تهديد أو خرق للسلام أوأي عمل من أعمال العدوان
نزع السلاح الوقائي
تستكمل الدبلوماسية الوقائية عملية نزع السلاح الوقائي، حيث يسعى إلى الحد من عدد الأسلحة الصغيرة في المناطق المعرضة للصراعات. وهذا ما ترتب عليه تسريح القوات المقاتلة، فضلا عن جمع وتدمير أسلحتهم في إطار اتفاق السلام الشامل كما في السلفادور وليبيريا وسيراليون وتيمور الشرقية وأماكن أخرى. إن تدمير أسلحة الأمس سيمنع استخدامها في حروب الغد.
منع الإبادة الجماعية ومسؤولية الحماية
يتطلب المنع القيام بتوزيع المسؤولية لتعزيز التعاون بين الدول المعنية والمجتمع الدولي. يكمن واجب منع ووقف الإبادة الجماعية والفظائع الجماعية أولا وقبل كل شيء على عاتق الدولة، ولكن يبقى للمجتمع الدولي دورا لا يمكن حظره بواسطة الاحتجاج على السيادة. ولم تعد السيادة حصريا القيام بحماية الدول من التدخل الأجنبي حيث تقع على عاتق الدول مسؤولية رفاه شعوبها. ونص على هذا المبدأ في المادة الأولى من اتفاقية الإبادة الجماعية، والذي يتجسد في مبدأ "السيادة كمسؤولية" وفي مفهوم المسؤولية عن الحماية.
يعتبر المستشار الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية بمثابة محفزا لزيادة الوعي بأسباب وديناميات الإبادة الجماعية، وذلك لتنبيه الجهات الفاعلة ذات الصلة بخطر الإبادة الجماعية، والقيام بالدعوة والتعبئة لاتخاذ الإجراء المناسب. ويقوم المستشار الخاص المعني بمسؤولية الحماية بتطوير المفاهيم والسياسات المؤسساتية والعملية المتعلقة بمسؤولية الحماية. وتشمل جهود مكتب المستشار الخاص على تنبيه الجهات الفاعلة ذات الصلة لخطر الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية، وتعزيز قدرة الأمم المتحدة على منع هذه الجرائم، بما في ذلك التحريض عليها.
حفظ السلام
تعتبرعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام أداة حيوية يستخدمها المجتمع الدولي لتقدم وتحسين عملية السلام والأمن.
وتأسست أول بعثة للأمم المتحدة لحفظ السلام في عام 1948، عندما أذن مجلس الأمن بنشر هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في الشرق الأوسط لمراقبة اتفاقية الهدنة بين إسرائيل وجيرانها العرب. ومنذ ذلك الحين، كان هناك ما مجموعه 69 عملية من عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم.
وعلى مر السنين، تطور أهداف حفظ السلام للأمم المتحدة لتلبية مطالب الصراعات المختلفة وتغيرات المشهد السياسي. وقد ولدت فكرة حفظ السلام في وقت تنافس الخصوم خلال الحرب الباردة والتي ساهمت طثيرا في شل مجلس الأمن، وتن تحديد أهداف حفظ السلام للأمم المتحدة لتكون مقتصرة في المقام الأول في الحفاظ على وقف إطلاق النار، واستقرار الأوضاع على أرض الواقع، بحيث يمكن بذل الجهود على المستوى السياسي من أجل حل الصراع بالوسائل السلمية.
وفي التسعينيات، توسعت عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، خلق حيث خلقت ونهاية الحرب الباردة فرصا جديدة لإنهاء الحروب الأهلية من خلال التسوية السلمية عن طريق التفاوض. وتم إنهاء عدد كبير من النزاعات ، إما من خلال الوساطة المباشرة التي قامت بها الأمم المتحدة أو من خلال جهود الآخرين بدعم من الأمم المتحدة. وتلقت السلفادور وغواتيمالا وناميبيا وكمبوديا وموزامبيق وطاجيكستان، وسيراليون وبوروندي هذه المساعدة . ومع اقتراب العقد من نهايته، أدت الأزمات المستمرة إلى نشرعمليات جديدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى وتيمور الشرقية وسيراليون وكوسوفو.
وفي الألفية الجديدة، نشرت قوات حفظ السلام في ليبيريا وكوت ديفوار ودارفور وجنوب السودان وهايتي ومالي.
وفي الألفية الجديدة، نشرت قوات حفظ السلام في ليبيريا وكوت ديفوار ودارفور وجنوب السودان وهايتي ومالي.
وعلى مر السنين، فقد تغيرت طبيعة الصراعات أيضا. وانشات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أصلا كوسيلة للتعامل مع الصراعات بين الدول، ولكن يتم نشرها بصورة متزايدة في الصراعات الداخلية والحروب الأهلية في الدول. وعلى الرغم من أن الجيش يبقى العمود الفقري لمعظم عمليات حفظ السلام، تقوم قوات حفظ السلام اليوم بمجموعة واسعة من المهام المعقدة، من خلال المساعدة في بناء مؤسسات مستدامة للحكم، ومن خلال مراقبة حقوق الإنسان وإصلاح القطاع الأمني، ونزع السلاح والتسريح وإعادة إدماج المقاتلين السابقين وإزالة الألغام.
بناء السلام
ويشير مفهوم بناء السلام ضمن منظومة الأمم المتحدة إلى الجهود الرامية من خلال مساعدة البلدان والمناطق في الانتقال من مرحلة الحرب إلى مرحلة السلام، والحد من مخاطر إنزلاق أي بلد في العودة إلى الصراع من خلال تعزيز القدرات الوطنية لإدارة الصراع، وإرساء أسس السلام والتنمية المستدامة .
ويعتبر بناء سلام دائم في المجتمعات التي مزقتها الحروب هو من بين الأكثر التحديات صعوبة تواجهة السلم والأمن العالميين. ويتطلب بناء السلام استمرار الدعم الدولي للجهود الوطنية من خلال مجموعة واسعة من الأنشطة - كمراقبة وقف إطلاق النار، وتسريح وإعادة دمج المقاتلين، والمساعدة في عودة اللاجئين والمشردين؛ والمساعدة في تنظيم ومراقبة الانتخابات لتشكيل حكومة جديدة، ودعم إصلاح قطاع العدالة والأمن؛ وتعزيز حماية حقوق الإنسان، وتعزيز المصالحة بعد وقوع الفظائع الماضية.
ويتضمن بناء السلام بذل الجهود من قبل مجموعة واسعة من مؤسسات منظومة الأمم المتحدة، بما في ذلك البنك الدولي واللجان الاقتصادية الإقليمية والمنظمات غير الحكومية وجماعات المواطنين المحليين. وقد لعب بناء السلام دورا بارزا في عمليات الأمم المتحدة في البوسنة والهرسك وكمبوديا والسلفادور وغواتيمالا وكوسوفو وليبيريا وموزامبيق، وكذلك في أفغانستان وبوروندي والعراق وسيراليون وتيمور الشرقية في الآونة الأخيرة. وكانت بعثة الأمم المتحدة في إثيوبيا وإريتريا مثالا على بناء السلام بين الدول.
وإدراكا منها لحاجة الأمم المتحدة في الإستباق والاستجابة لتحديات بناء السلام، نتج عن مؤتمر القمة العالمي لعام 2005 ،إنشاء لجنة جديدة لبناء السلام. ومن خلال قرارات إنشاء لجنة بناء السلام، المتمثلة بالقرار 60/180، والقرار 1645 (2005)، كلفت الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن اللجنة بالعمل مع جميع الأطراف الفاعلة ذات الصلة لتقديم المشورة بشأن الاستراتيجيات المتكاملة المقترحة لبناء السلام بعد الصراع ومرجلة الإنعاش؛ ولحشد الموارد والمساهمة في ضمان استمرار التمويل لهذه الأنشطة؛ وأيضا تطوير أفضل الممارسات من خلال التعاون مع الجهات السياسية والأمنية والإنسانية والإنمائية الفاعلة.
وتحدد القرارات أيضا قيام اللجنة عند الضرورة بتمديد فترة الإهتمام الدولي للبلدان التي خرجت لتوها من الصراع، وتسليط الضوء على الثغرات التي تهدد بتقويض بناء السلام.
ونصت قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن من خلال إنشاء لجنة بناء السلام على إنشاء صندوق بناء السلام ومكتب دعم بناء السلام أيضا.
صناعة السلام في العالم المتحضر
إن العالم المعاصر يئن اليوم من صراعات كثيرة وحروب عديدة بين قوى متنافسة وجماعات وأفراد متنافرة ومجتمعات ودول معتدية، وأن الأوضاع التي يواجهها العالم ويعيش الإنسان لنبذ العنف والكراهية التي نشاهدها ونحس بخطرها على الأمن والسلام العالمي.
لقد شهد التاريخ البشري حروبًا متعاقبة في إحلال السلام في العالم وظلت معها فكرة السلام العالمي رهينة النظريات والدعوات والمحاولات التطبيقية أو العنصرية بسبب التناقض والتعارض في السياسة، وعدم تلك الكفاية المطروحة لحل مشكلة السلام العالمي.
ظلت فكرة السلام حبيسة النظريات، وتتحكم بها في الواقع القوى الغالبة حتى اكتوى العالم بنار الحربين العالميتين، وقد برزت فكرة السلام العالمي إلى الوجود، حيث أدرك الناس ضرورة إيجاد تنظيم للسلام والأمن ينقذ مستقبل البشرية من عنائها الأكبر الناجم عن التطور السريع الذي أصبحت عليه صناعة الأسلحة وآلات الحرب، فكانت عصبة الأمم، ثم تلتها منظمة الأمم المتحدة التي استهدفت السلام العالمي مقصدًا أساسيًا لها. ثم دعت المجتمع الدولي إلى التقيد بميثاقها في سبيل تحقيق السلام العالمي وحرّمت الحرب من أجل إحلال السلام.
السلام بمفهومه العام هو عدم قيام حرب، فالسلام حالة واقعية ظاهرة، وهي الحالة التي يكون فيها العالم خاليًا من الحروب. السلام يعني أكثر من مجرد غياب الحرب والصراع، فهو مفهوم ديناميكي، والحفاظ على السلام يرتبط بدرجة العدالة الاجتماعية وإمكانية البشر في إدراك قوتهم ودفعهم إلى حياة كريمة. فالسلام هو حالة من التوافق والوئام والأمن والاستقرار تسود المجتمع والعالم وتتيح فرصة التطور والازدهار للجميع.
إن هناك ثلاثة مبادئ ممكن تستخدمها لقيام السلام في العالم.
1- صناعة السلام: وهو مساعدة أطراف النزاع للوصول إلى اتفاق تفاوضي.
2- حفظ السلام: وهو منع أطراف النزاع من الاقتتال وتعزيز العلاقات بين الأفراد والمجتمعات.
3- بناء السلام: وهو تشديد ظروف المجتمع حتى يستطيع المجتمع أن يعيش في سلام.
إن مفهوم السلام قد تدرج ليشمل عدة أبعاد داخل الشخص نفسه، وفيما بين الأشخاص وبين المجتمعات كما تدرج السلام مع البئية وحقوق الإنسان والتنمية إجمالاً، من السلام المحلي إلى السلام العالمي.
إن ما يفتقر إليه العالم هو ما ينبعث عند الشعور بالسكينة والطمأنية والأمن والسلام لدى الإِنسان، وتحريره من العوامل التي تخلق الخوف وتشيع القلق والاضطراب وعدم الشعور بالاستقرار. والسلام لا يأتي من معالجة حالة وإهمال أخرى، ولا يأتي السلام بالقوة، ولا يأتي السلام بالحرب، لا يأتي الأمن والسلام في العالم إلا بمنهج شامل لمعالجة أسباب الصراعات النفسية والاجتماعية والسياسية. ويبدأ مشروعه بإلقاء بذرة الخير وحب السلام والتنعم به في نفوس الأفراد، ويتوافق فيه السعي لتحقيق السلام للعالم مع السعي لتحقيقه للأفراد والمجتمعات. ويمكن تحقيق السلام العالمي من خلال تحقيق خمس حريات أساسية لجميع البشر في العالم،
وهذه الحريات هي:
- حرية التعبير.
- حرية الدين.
- حرية التحرر من العوز والفقر.
- الحرية للبيئة.
- التحرر من الخوف.
هذه الحريات الخمسة هي الأساسية التي يمكن من خلالها تحقيق السلام العالمي حيث إنها تعد جوهر الحياة الجيدة للجميع. فالسلام المطلوب حاليًا هو عالم بلا حرب، وبلا خوف، عالم بلا صراعات، وبلا نزاعات. فالاهتمام أولاً يكون بالصراعات المحلية ثم الإقليمية لأن التركيز على السلام المحلي هو يوصلنا في النهاية إلى السلام العالمي. وحتى ينعم العالم بالاستقرار والتنمية المستدامة الشاملة.
الية تطبيق السلام
يعتبر المجتمع المدني من اهم اليات تطبيق السلام و إراساء دعائمه حيث يضم المجتمع المدني عادة التنوع من حيث مجال العمل ويضم المجتمع المدني في أغلب الأحيان منظمات ومؤسسات مثل الجمعيات الخيرية المسجلة، ومنظمات التنمية غير الحكومية، ومؤسسات المجتمع المحلي، والمنظمات والمؤسسات النسائية
وتعتبر منظمات تطوعية وغير ربحية والتي تلعب دورا مهما بين الأسرة والمواطن من جهة والدولة من جهة أخرى لتحقيق مصالح المجتمع في السلام والاستقرار والتكافل الاجتماعي ونشر ثقافة (لا عنف لا تميز لا ترهيب لا قمع) بكل أنواعه ( الديني والقومي والمذهبي والسياسي والفكري وغيرها ) بتعزيز وترسيخ قيم ومبادئ ومعايير التسامح والمحبة والتعاون والتراضي والتعايش السلمي والإخوة والاحترام وقبول الأخر والشفافية والتعامل بين أفراده من كل الأطياف بلطف ومصداقية وتجنب سوء المعاملة والكراهية والحقد والضغينة وسوء الخلق وبانعكاس هذا المفهوم وبلورته سيؤدي للمساهمة في تحقيق التنمية من خلال مجتمع متعايش متكافل اقتصاديا وشريك بالقرار بقوة مقترحاته النابعة من واقع المجتمع ودعمه في ظل عدم تمكن الأحزاب السياسية بالقيام بدور يساهم بالتنمية الى جانب إعلام غير فعال يعمل حسب مصالحهم فالأحزاب والإعلام لا يمكن اعتبارهم من هيئات المجتمع المدني.
طبيعة المجتمع المدني ودوره:
المجتمع المدني هو مجتمع المبادئ والقيم والفضيلة والأخلاق التي تستدعي الطبيعية الخيرة ولطيبة للإنسان بعيدا عن قيم الرذائل والحقد والكراهية وهي تنسجم وتتناغم مع مبادئ وقيم كل الأديان السماوية
إن منظمات المجتمع المدني تقدم خدماتها ونشاطاتها مجانا وبدون ثمن لأفراد المجتمع مثل رعاية النساء من الأرامل والثكلى والمطلقات والاهتمام بالأيتام والأطفال والمرضى إضافة لدعم الطلاب والشباب واغلب هذه المنظمات منظمات غير حكومية وقسم منها أهلية في مجال الرعاية والإغاثة الإنسانية والتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والرياضية والتراثية والبيئية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل والمعوقين والطلاب والشباب وأي مجتمع بدون منظمات مجتمع مدني وبدون مؤسساته المشار إليها أعلاه ونشاطها وفعالياتها يكون ناقص وفيه خلل
أهم السمات الأساسية لمنظمات المجتمع المدني:
التطوع الإرادي وغير الجبري في عضوية مؤسساته ومنظماته كما ذكرنا رغم إن الدراسات والإحصاءات والاستبيانات الميدانية للمختصين في هذا المجال إضافة لتقارير المنظمات الدولية أكدت أن نسبة الفعاليات والمساهمات التطوعية ضعيفة ومحدودة في مجال هذه المنظمات بسبب غياب الوعي بأهمية العمل التطوعي في المجتمعات بشكل عام
لذلك يجب تفعيل وتعزيز العمل التطوعي وتوسيع أفاقه بإعطاء فرصة للمتطوعين في القيادة الإدارية والتخطيط والتنفيذ في هذه المنظمات لتشجيعهم عن العطاء والتميز والإبداع والاستمرار في عملهم واستقطاب عناصر ودماء جديدة باستمرار لعمل في هذه المنظمات وأن تعمل بصورة مبرمجة لأهداف محدودة وفق معايير مقنعه وباستقلالية
المعايير الأخلاقية للمجتمع المدني :
• الاستقلال- أن يكون هناك حدود واضحة لتتمكن السلطة من التدخل في المجتمع تحترمها الدولة وتلتزم بها الحرية.
• أن يتمتع الأفراد بحرية الاختيار والتعبير عن الإرادة.
• التراضي العام.
• الالتزام بقواعد الدستور والقانون، و حماية حقوق الفرد في التعبير والتصويت والمشاركة في تبادل الآراء
• احترام النظام والقانون القائم.
في حال قيام مجتمع مدني حقيقي يقابله وجود دولة قادرة على حماية الحقوق التي يقرها الدستور بالنسبة للجماعات والأفراد.
التغيير والتنافس بالوسائل السلمية:
يجب أن يظل المجتمع ملتزماً بالوسائل والقنوات السلمية في ممارسة نشاطه كالتعبير عن الرأي و المطالبة بالتغيير، والاشتراك الفعلي في عملية التغيير.
الشعور بالانتماء والمواطنة:
يعتبر هذا الشرط من أهم العناصر لتحقيق الترابط والتماسك، ليشعر الأفراد بأنهم قادرون على الدفاع عن هويتهم المشتركة وحمايتها مقابل التزامهم بأداء واجباتهم نحو الدولة.
التسامح:
المجتمع الذي يقبل فيه الأفراد والجماعات وجود من يخالفهم في الرأي والمصلحة، هو المجتمع الذي تسوده روح المدنية، إذ يحترمون حقوقهم في التعبير عن وجهات نظرهم.
التحديات الموضوعية التي تواجه المجتمع المدني:
التشبيك والتنسيق والتعاون، وبناء التحالفات وبالتالي، لكي تتمكن منظمات المجتمع المدني من القيام بدورها المطلوب، كشريك فاعل وقوي في عملية التنمية.استمرارية بناء وتنمية القدرات ,الشبابية والنسوية خصوصا.
خلل في استثمار طاقات الشباب وعدم خلق جيل الشباب القيادي.
خلل في عدم اعتماد التخصص في منظمات المجتمع المدني ,مما يسبب ضياع الكثير من الطاقات والأموال بل وحتى عدم تحقيق النتائج المرجوة من المشاريع.
خلل في التفكير في بعض المناطق ,أي العمل المدني وفق النظام الاجتماعي القبلي وتحكم العلاقات القبلية في العلاقات بين منظمات المجتمع المدني وبالنتيجة تكون كارثة على المجتمع والدولة المدنية.
كذلك تبعيتها أحيانا للأحزاب السياسية وتأثرها بصراعاتهم مما ينعكس سلبا على دورهاتوفير الأموال والرعاية والدعم من الموازنة العامة للدولة لبرامج منظمات المجتمع المدني,وتشجيع المانحين على ذلك ,وفق ضوابط مالية وعدالة في التوزيع.
قلة مراكز البحوث والدراسات والعمل الميداني والتدريب الممنهج:
وتعتبر منظمات المجتمع المدني شريكا أساسيا في تحقيق التنمية لاسيما بعدما أصبحت الدولة غير قادرة على الايفاء بكافة الاحتياجات للمواطنين كما ونوعا وفي الوصول الى كافة الفئات المحتاجة
لا ان النظرة للمجتمع المدني تعتريها العديد من الملابسات التي لا بد من توضيحها. فالسلطة في غالبية الدول تنظر إليه بريبة وتخوف شديدين لاسيما لجهة مصادر التمويل التي قد تحصل عليها والأدوار التي تقوم بها. ان توفير الموارد البشرية والمالية أساسي لضمان الكفاءة والمهنية في التنفيذ وفي إيصال الخدمات إلى محتاجيها، وبالتالي على الجهات المعنية في أي سلطة، فيما لو كانت تعتبر المجتمع المدني شريكا، أن تساهم في رسم آليات مشاركته الفاعلة.�ومساعدته على توفير بعضا من موارده من غير ان تؤثر في رؤيته وبقدر ما تتمكن منظمات المجتمع المدني من وضع آليات فاعلة لعملها وهيكلية تنظيمية واضحة وأنظمة أدارية شفافة ومرنة بقدر ما يصبح دورها اكبر وأكثر فاعلية وتأثيرا في عملية التنمية. ان تنوع منظمات المجتمع المدني من حيث الخبرة والاختصاص يشكل مصدر غنىً يؤدي الى التكامل، وهو لذلك يحتاج الى تفعيل آليات التنسيق والتشبيك والتعاون بين مختلف مكونات المجتمع المدني، وبينها وبين الجهات الرسمية والقطاع الخاص.
وفي الختام إن التنمية تحتاج إلى رؤية تنموية شاملة واستراتيجيات وطنية وقطاعية وآليات للتدخل على المستويين الوطني والمحلي، وتكون مرجعيتها الأساسية الدولة كناظم وحام لحقوق المواطنين، إلا أنها تحتاج أيضا إلى تعاون وتنسيق بين الجهات الأساسية الفاعلة، لاسيما بين الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص.ومن غير هذا التعاون لا تكون العملية التنموية مكتملة وبالتالي يصعب أن يكتب لها النجاح.أن الفترة الماضية من عمر منظمات المجتمع المدني تحققت الكثير من الانجازات المهمة والمفصلية في البناء الديمقراطي ,ولكن هي بداية الطريق لترسيخ الديمقراطية وعليها أي المنظمات تقييم نفسها ذاتيا , لترتيب أولوياتها بين فترة وأخرى وتطوير أدواتها وأساليبها لتطوير وتنمية قدراتها.أن النظام الديمقراطي ,هو ضمانة حقيقية واقعية وعملية لتحقيق التنمية في ظل سيادة القانون ,وإنفاذ القانون ,والمساواة ,واحترام حقوق الإنسان.
والله ولي ولكم التوفيق بالتقدم نحو مجتمع انساني شعاره السلام والانسانية
الكاتب: مسعود محمد علي
.

روابطٌ إنسانيةٌ

2020-07-19
روابطٌ إنسانيةٌ
طالب زعيان / العراق
 
منذ أنْ خُلِقتْ البشريةُ, ترافقُها سمةُ التعايشِ السلمي والتسامح, تحدثُ صراعاتٌ هنا وهناك, لكنّها تكونُ خارجيةً, ليستْ في داخلِ المجتمعِ الواحدِ, وأنْ حصلتْ فيه سرعان ما تنتهي, بالرغمِ مِنْ تعددِ الأديانِ والمذاهبِ والثقافاتِ والأفكارِ فيه,
فليس مِنْ السهلِ تفكيكُ مجتمعٍ, تربطهُ روابطٌ مشتركةٌ عريقةٌ إنسانيةٌ, تجاوزتْ حتى الرابطِ الديني, منها:
الرابطُ الثقافي رابطُ الكلمةِ والحرفِ, رابطُ المثقفِ والشاعرِ والكاتبِ والرسامِ, وكلُّ مَنْ يحملُ فكراً وقلماً حراً, ليسوا مستعدين على تقسيمِ أرثِهم الثقافي والكتابي, الذين قضوا نصفَ أعمارِهم أو أكثر فيه, يرسمون بكلماتِهم مجتمعاً, كحديقةٍ مليئةٍ بالوردِ, ألوانُها مختلفةٌ, عطرُها ينعشُ الجميعَ,حلاوةُ الأشياءِ في تنوعِها, تستمتعُ القارئَ الجيدَ بنص مميزٍ, ليشعرَ بلذتِهِ, بغضِ النظرِ عن كاتبِهِ,فأهدافُهم واحدةٌ, تسمو إلى مجتمعٍ قوي محبٍ رصينٍ,المثقفُ يحملُ مسؤوليةً تاريخيةً, أكثرُ مِنْ الرجلِ السياسي, الذي نظرهُ أحياناً لا يغادرُ مساحةَ كرسيهِ, ربمَّا تفكيكُ المجتمع يخدمُهُ.
هناك الكثيرُ مِنْ أهلِ الكلمةِ الصادقةِ, ماتوا وقلوبُهم تعتصرُ دماً على بلادِهم, فالكاتبُ والمثقفُ هما صمامُ أمانٍ على وحدةِ المجتمعِ مِنْ تمزيقِهِ, وعدم أخذهُ إلى طرقٍ وعرةٍ, تجلبُ له كلَّ الويلاتِ والدمارِ له.
هناك رابطٌ يوازيه, وهو الرابطُ الاجتماعي, يربطُهم العرفُ المجتمعي, مِنْ العاداتِ والتقاليد المبنيةِ على الاحترامِ المتبادلِ بين الفردِ أو بين الجماعاتِ, خاصةً نحن مجتمعٌ عشائري, تربطُهُ مواثيقٌ وعهودُ, تتماشى مع الزمانِ والمكانِ, أيْ بمعنى ليستْ جامدةً, لا يجوزُ تجاوزها, بل هي خطوطٌ حمراءُ, تحافظُ على وحدةِ المجتمعِ.
تأتي الإنسانيةُ التي تعتبرُ أقوى الروابطِ, حتى مِنْ الرابطِ الديني, والمفارقةُ الجميلةُ, أنَّ الإنسانيةَ, ولدتْ مِنْ رحمِ الأديانِ, لكن لا يحدُها دينٌ, أو مذهبٌ, أو طائفةٌ, أو قوميةٌ, فهي تجمعُ الكلّ على الودِ والمحبةِ, بغضِ النظرِ عن معتقداتِ الفردِ الدينيةِ, تاركةً له الحرية في العبادةِ مع الخالقِ, يعبدُ كيفَ ما يشاءُ, لا تتعارضُ مع الحريات, ولا مع حقوقِ الآخرين.
فهي لا تبحثُ عن جنسيةٍ أو لونٍ, بل عن معاملةِ الإنسانِ مع ذاتهِ ومع الآخرين, قانونُها يطبقُ على الجميع, حيثما يجدُ الفردُ عدلاً, يكون أكثر إنسانية, حتى مع الكائناتِ الحيةِ الأخرى.
 

السلام كضرورة واليه تطبيفها

2020-07-19
تزايدت وتيرة الدراسات التي تتمحور حول بناء السلام وحل النزاعات بين الأطراف (دول-  أفراد-  جماعات) بعد الكوارث التي رافقت الحربين الكونيتين وظهور بوادر الحرب الباردة بين قطبي السيادة العالمية فيما بعد ..  
وبما أن الهدف الأساسي لدراسات بناء السلام وحل الصراعات تدور أساسا حول الوقاية من حدوث الصراعات ومعالجتها في حالة حدوثها فإن آليات تسوية تلك الصراعات المختلفة  "النزاعات" هي إحدى العناصر الأساسية لإرساء ثقافة السلام وجني ثمارها
لنتجنب السرد اللغوي التفصيلي عن السلام وما تحمله من معاني ودلالات ... السلام اختصارا يُعرف بأنه ( ضد الحرب ) وبأنّه : (غياب الاضطرابات وأعمال العُنف والتقاتل البيني ).
بات السلام ((والذي هو البديل الحصري للحروب والصراعات وحالة اللا استقرار)) ضرورة ملحة خاصة ونحن نعيش في عالم كثرت فيه الحروب وازدادت النزاعات والصراعات بوتيرة متزايدة.
إنَّ مفهوم بناء السلام يُشير إلى تحديد البُنى التي تشكل أساس ومتطلبات الحياة لدى/أفراد - جماعات -مجتمعات/ ودعمها ، تنحصر مهمّتها في ترسيخ وتفعيل السّلام وتمكينه ، وذلك لعدم الانجرار والزجّ في صراعات جديدة إنما محاولة تطويقها ، وعدم تكرارها مرّة أُخرى ، الأمر الذي أدَّى لنشوء ما يُعرف بالدبلوماسيّة الوقائيّة، وأساسها تعاون عدّة جهات ، والعمل يداً واحدة وبشكلٍ دائمٍ وواضح المعالم، لحلّ الصعوبات والمُعضلات التي تواجه الفرد ، سواء أكانت إنسانيّة أم ثقافيّة أم اجتماعيّة وحتى الاقتصاديّة، كون هذه المشكلات أو إحداها هي السبب الرئيسيّ لنشوب الحروب والنزاعات .
فوجود النزاعات تستلزم وبالضرورة السعي إلى بناء السلام الدائم أو الآني "هدنة"  ومعرفة أسباب النزاع ووضع خطة للسلام عبر قنوات رسمية أو بديلة إن استعصت الأولى ، ولأن النزاع هو تنافس بين الأفراد أو الجماعات أو حتى الدول على قيم أو الموارد أو مصلحة تستخدم فيها شتى الوسائل الممكنة (مكيافيلية سياسية) للوصول إلى المبتغى سواء كانت الوسيلة مشروعة أم غير مشروعة.
فالحرب عندما تندلع (بعيدا عن الخوض في الأسباب) تكون مدمرة وعلى كافة الأصعدة في أي مجتمع بميزان النتائج المترتبة يتلظى الجميع بنيرانها العبثية ، وهناك السلام الداخلي وهو التوافق بين متطلبات الذات وتوازنها مع كيفية الحصول على تلك المتطلبات دون حدوث انزياحات وتشظ ٍ في الداخل البشري (ربما يكون من الأفضل تبيان ذلك في مبحث خاص) ...
ولا تكاد تجد أو تعثر على شريحة ولم تتأثر بتلك الأجواء التي نعيشها ومنذ زمن بعيد لأن المنطقة ملهمة الأطماع العابرة للحدود والقارات ، من هذه الشرائح و الأكثر تأثراً بها  شريحة /الأطفال/ نعني بهم ما دون 18 عام  ، لما تنطلي عليهم من مخاطر ونتائج "مباشرة ومستقبلية"
وفي هبة ( الربيع العربي ) أفرزت الحرب جملة من النتائج " المرعبة "  ، ففي نشرة صادرة من طرف/ صندوق الأمم المتحدة للسكان/ عن الآثار الناجمة عن الصراعات التي تجري في " البلاد العربية " عموماً ( ولا تختلف النتائج على المجتمع الكردي أيضا )  حيث كانت شريحة " الأطفال " الأكثر تضرراً من بين الشرائح المجتمعية من حيث النتائج المترتبة ، فالصراعات البينية " الحروب الأهلية "
1- دفعت الأطفال الذين هم ضمن سن الإلتحاق المدرسي " يتسربون " ليتركوا الصفوف الدراسية ، فلا يجدون أمامهم إلا " سوق العمل  على ندرته – ( عمالة الأطفال ) " في إنتهاك صارخ فيعملون في مهن لا توائم طاقاتهم وأعمارهم ، فيعملون في مهن " دونية " وبسيطة ووهمية / بيع الدخان – العلكة / فيتكون بهذا  جيل قابل للإنحراف بتعدد أشكاله  ، فلا البنية التحتية " مدارس " متوفرة ولا آمنة ، ولا الكادر التعليمي "التخصصي" متوفر في ظروف الحروب وما تليها من نزوح ولجوء ، فينزحون مع اسرهم أو يلجأوون لدول الجوار أو إلى بلاد أخرى ،  وحتى في دول اللجوء " الجوار "  لا يجدون مقاعد كافية  - أزمة التمويل - فتزداد نسبة  من أصبحوا خارج الصفوف الدراسية ليظهر (جيل الثورة الأُمي - الضائع ) لتطفو ظاهرةالتسرب الدراسي بشكل فج...
ويقال من فتح مدرسة فقد أغلق سجنا ، فكيف بمن يُدّمر و يُغلق آﻻف المدارس ..
2- أو ينخرطون  " مضطرين " في " الصراعات الدائرة " في بروز ظاهرة ( تجنيد الأطفال القُصّر )  فيكونون بذلك  " وقود الحروب " التي تستعر كلما ضخت الأطراف المتصارعة  ذاك " الوقود "
3 - بروز ظاهرة تزويج القاصرات "الزواج المبكر" والذي كان المجتمع السوري و - الكرد ضمناً - يتجه نحو القضاء عليها أو التقليل من نسبتها إلى حدود دنيا ، وتتعدد المسببات العنقودية والتي تعود في مجملها إلى مفرزات وظروف الحرب والصراع ...
وبما أن منظمات المجتمع المدني تنشط في هذه الأجواء وتكون من جملة مهامها التشجّع على نشر ثقافة التطوع ومد يد العون والمساعدة للمحتاجين إليها
ولأن العمل في الحقل التطوعي محفوف بالألغام ومحاولة السعي إلى ( بناء السلام وحل النزاعات) أن كان بين أشخاص أو جماعات أو حتى دول والسعي لترسيخه بات مطلبا وحاجة ملحة أكثر من أيّ وقت مضى في أجواء الاحتراب والتقاتل بين أبناء الوطن الواحد ، ينبغي على المنظمات التي تعمل على ترسيخ هذا المطلب وعبر بناء ((كادر تفاوضي)) له شروطه وأدواته وصلاحياته وشرعيته ،  بين أطراف النزاع التي من الممكن أن تظهر في (المجتمعات المضيفة والمستضيفة) لأنه البديل الأهم للقضاء على النزاعات بين الاشخاص و الأطراف والجماعات والدول ينعم الانسان فيه بالاستقرار والدفع بعجلة التنمية والعيش المشترك بكرامة وسلام...  

واجب العزاء

2019-03-04
واجب العزاء  في الغربة:
 ما جرى في سوريا منذ  اكثر من سبع سنوات لم تسلم من ويلاتها أسرة واحدة دمار- قتل – تشريد- إعاقة – موت تحت التعذيب -هجرة  طوعية - هجرة قسرية افتقد  المواطن ابسط مقومات الحياة الا وهو الأمان  فليس سهلاً أن يترك الانسان بيت بناه بعرق جبينه ونام تحت ظله  سنين عمره  يصبح مهاجراً قاطعاً الحدود  مسافراً حالمابسكن وامان ومستقبل للأولاد  وحياة افضل  بكل أشكالها  لهذا نجد الانسانالسورياجمالا يسعىجاهدا للحفاظ ما أمكن على العادات والتقاليد الموروثة عبر الزمن ومنها التعازي التي كانت سهلة وميسرة في بلده نظراً لتضامن وتكاتفالكثير من الأهل وأبناء البلد في تخفيف تكاليف التعزية والخدمة فعندما يفقد أي اسرة أحدافرادها في البلد يضطرافراد الاسرة الاخرين الموزعين في أوروبا الىفتح تعزية واستقبال المعزين فيكون التكلفة مضاعفة على اهل المصاب

 

دور المغترب في الحفاظ على اللغة والهوية الكرديه

2019-02-19
 

خالد بهلوي 
الهجرة لم تتوقف سواء أكانت هجرة أفراد أو مجموعات بشرية وأحياناً أغلبية الشعب تهاجر. بعض الهجرات كانت طوعية بسبب الفقر والمجاعة. وعدم توفر فرص العمل، أو قهرية إلزامية بسبب الكوارث الطبيعية كالزلازل أو الحروب الأهلية والطائفية أوتسلط وهيمنة الأنظمة الحاكمة على رقاب الشعوب التواقة للحرية والكرامة والديموقراطية، فتتشكل هجرات جماعية رغم مخاطرها براً،بحراً، جواً للحفاظ على قيد الحياة وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة
.
ناهيك عن هجرة الأدمغة والمنتجين الباحثين بشكل فردي مع أسرهم عن حياة أفضل في الدول الأوروبية.
 منذ عشرات السنين، والشعب الكردي أكثر الشعوب والقوميات تعرض ويتعرض لخطر الإبادة الجماعية، مثل عمليات الانفال سيئة الصيت –حلبجة الجريحة -مأساة شنكال وخطر البقاء على قيد الحياة المهدد يومياً.
  عندما بدأ الخريف العربي الذي تساقطت أوراقه تباعاً قبل أن يثمر ويعطي النتائج المرجوة، ويحقق الأهداف الذي قام الشعب من أجلها وقدم مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعاقين والمهاجرين والمشردين
هاجر الأكراد بالآلاف إلى أصقاع العالم وانضموا إلى آلاف الأكراد الموجودين سابقاً في الغربة، الباحثين عن الأمان ومستقبل لأولادهم وحياة هادئة يعيشونها مع أسرهم، هؤلاء نقلوا معهم الخبرات والتجارب والتقاليد، والتي حفظوها من تراثهم وعن أجدادهم، وبنوا بذلك جسور التعارف والتواصل وتبادل الثقافات واللغات، حتى فنون ومهارات الطبخ مع البلد المضيف.
  من بين الهجرات تظهر في أوروبا من حين إلى آخر شبان وشابات أكراد يبدعون بأشكال مختلفة رياضية كرفع الأثقال؛ وفنية مثل إقامة الكثير من المعارض للفنون التشكيلية لفنانين مبدعين نقلوا من خلال فنهم التراث والفلكلور الكردي إلى لغات وشعوب العالم.
إضافةً إلى النشاطات الأخرى التي تبرز بين الفينة والأخرى، والتي تهدف إلى التعرف على ثقافة ولغة وتراث الأكراد وتسمى نشاطات الاندماج مع المجتمع الجديد بهدف التقليل من مخاوف الاندماج، حيث نرى واضحاً النشاطات الدورية والاهتمام باللغة الكردية، من خلال مهرجان الشعر الكردي الذي يقام سنوياً، والندوات الثقافية باللغة الكردية؛ وترجمة الكتب إلى اللغة الكردية؛ وتأليف قاموس كردي عربي.
بالحقيقة
دور المغترب في الحفاظ على اللغة الكردية في المهجر
الاهتمام باللغة الكردية ضعيف نسبياً، بالمقارنة مع العدد الهائل من الأسر التي وصلت إلى أوروبا، فكل الواصلين حديثاً جلّ همهم تعلم اللغة الجديدة لحاجتهم إلى الاندماج مع الواقع الجديد، فهنا تتأكد حقيقة تعليم اللغة حسب حاجة الفرد وليس كواجب قومي أو وطني، مع كل ذلك على كل كردي أينما سكن وتواجد أن يكون غيوراً على قوميته وحضارة شعبه، وأن يهتم جدياً بلغته الام، لأن اللغة هوية الشعوب إن ضاعتضاعت هويتها، واللغة الكردية مهددة فعلياً في المستقبل بأوروبا لعدم اهتمام الغالبية بها.
في المدارس الألمانية تفتح دورات ودروس للطلاب الذين يرغبون تعلم لغتهم الأم خارج أوقات الدوام المدرسي، فتؤمن الدولة المناهج والقاعات والمدرس بهدف تعليم الأطفال لغتهم للتفاعل فيما بين أفراد قوميتهم والتواصل مع الأهل مستقبلاً،
إضافةً إلى أن بعض التنظيمات الكردية تفتح دورات لأعضائها لتعليم اللغة الكردية.
اما المقترحات: فأهم خطوة هو التواصل بين العائلات باللغة الكردية.
الدور الرئيس والفعلي حالياً هو دور الأسرة حيث حافظ القسم الكبير منهم على التحدث بلغتهم الأم, إضافةً إلى تشجيع الأولاد بالاستماع إلى الأغاني والموسيقى الكردية والمشاركة بالفعاليات والنشاطات التي تقام بأشكال مختلفة وحضور الندوات التي تبحث عن تاريخ وثقافة الشعب الكردي.
بإمكان الوالدين سرد بعض القصص والحكايات من التراث الشعبي
تشجيع الأولاد على قراءة القصص والروايات الكردية.
إذا كان أحد الوالدين يتقن الكردية كتابةً وقراءةً عليه تعليم أطفاله ساعتين بالأسبوع, كلما أتقن الطفل لغته سهل عليه الاختلاط مع أصدقاءوأهله منأعماره, وكلما ازداد اهتمامه باللغة ازداد التصاقه بأمور وهموم وقضايا شعبه.
-مشاهدة   القنوات التلفزيونية الكردية والمشاركة بالمناسبات القومية لرفع الحس القومي لدى أبنائهم وكذلك بإمكان الوالدين في المنزل سرد بعض الحكايات الكردية عليهم للإبقاء على هامش من ذاكرة الأجداد الغني بالحكم والارشادات والتوجيه السليم للجيل الناشئ.
تشجيع وتسهيل الزواج بين الشبان والشابات الكرديات دون قيود أو مهور, حيث تتوفر كل مستلزمات الزواج السعيد, وبذلك يتم الحفاظ على العلاقات الاجتماعية والحفاظ على الثقافة والترابط الكردي بين الأسر التي هاجرت قسراً الى بلدان الغربة.
                                                                                                       خالد بهلوي
 
 

تحديات الاسرة السورية في الغربة:

2019-02-10
خالد بهلوي ...المانيا 

ويلات الحرب السورية الكارثيةظهرت على مدار السنوات الثمانية الماضية من دمارشامل للبنى التحتية ومئات الالاف من الشهداء والمعاقين والمهجرين قسريا.من بقي بوطنه عانى ولا زال يعاني من شح الكهرباء والخدمات والغلاء وعدم الاستقرار والخوف من مستقبل مجهول وتفكك الاسرةبهجرة افرادها الى دول مختلفة و ضياع مستقبل أجيال  قادمة  بدءا من التعليم  الى عمالة الأطفال لهذا غادرت الكثير من الاسر مخاطرة بحياتها متجهة نحو بلدان فيها الأمان والاستقرار بقصد الحفاظ على  ما تبقى من اطفالهاومتابعة تعليمهم والحفاظ على تماسكاسرتها لكنللأسف اصطدمت بحياة وواقع جديد بعيدةعن الواقع والتقاليد والتفكير  بمفاهيم قديمة للأسف بدأت تنكشف سلبياتها  مع عامل الزمن منها
تفككالعائلة الى انانيات: ومؤشراتها خروج المرأةعن طاعة الرجل وانفرادها بالعيش مع أولادها  لتوفر الراتب والسكن المستقل لهم مما يؤديالىتعرض الأطفال الى صدمات نفسيه كنتيجة طبيعية لغياب المراقبة الأسريةعلى تربيتهم 

أسباب طلاق المرأة السورية في أوروبا

2019-02-03
(بهلوي خالد )
الطلاق أبغض الحلال عند الله يلجا اليه عند تعذر استمرارية الحياة المشتركة بين الزوجين ويتخذ كعلاج نهائي لإعطاء الفرصة لكل طرف لأنشاء حياة زوجية جديدة ولكن عند المهاجرين السوريين في بلدان المهجر يتخذ الطلاق واسبابه ونتائجه منحى اخر فما هي أسبابها هذه الشريحة من المهاجرين الذين يلجؤون الى الطلاق تعسفا ودون موافقة الطرفين